
رغم أن فترة التوقف الدولي جاءت في توقيت مثالي لتخفيف الضغط عن اللاعبين، فإن أجواء القلق ما زالت تخيّم على النادي، خاصة مع غياب الزخم الذي كان يميّز الفريق في الأسابيع الماضية.
وأشارت التقارير إلى أن المدرب الهولندي أمام أسبوعين حاسمين لإعادة تقييم الوضع ووضع خطة إنقاذ قبل فوات الأوان. فبداية الموسم الجيدة ساعدته على إخفاء ضعف الأداء، لكن الأحداث الأخيرة كشفت بوضوح عن جميع العيوب الفنية والتكتيكية.
الفريق بدا عاجزاً أمام تشيلسي المنقوص عدديّاً، فبعد أن عدّل كودي جاكبو النتيجة عقب هدف مويسيس كايسيدو، فشل ليفربول في فرض أسلوبه وأضاع فرصاً سهلة، فيما ظهرت هشاشة دفاعه بصورة لافتة.
كان أرين سلوت يطمح هذا الصيف إلى تطوير أسلوب لعب ليفربول ليصبح أكثر سيطرة على الكرة وقدرة على كسر التكتلات الدفاعية، لذلك أنفق النادي نحو 450 مليون جنيه إسترليني (حوالي 606 ملايين دولار) لجلب نجوم هجوميّين مثل ألكسندر إيزاك وفلوريان فيرتز. لكن النتيجة جاءت معاكسة تماماً، إذ فقد الفريق توازنه وصلابته التي ميّزته الموسم الماضي.
وبات من السهل اختراق خطوط ليفربول، حيث استقبل هدفين في ست من أصل 11 مباراة هذا الموسم، بينما لم يحدث ذلك حتى أواخر أكتوبر في الموسم الماضي.
وتصف التقارير المرحلة الحالية بأنها انتقالية بكل المقاييس، إذ يحتاج القادمون الجدد إلى وقت للتأقلم، لكن سلوت وجد نفسه في خضم فوضى غير متوقعة، مع تراجع مستوى أبرز نجوم الفريق.
محمد صلاح لم يكن في أفضل حالاته أمام تشيلسي وأهدر فرصاً محققة، فيما يعاني كل من إبراهيم كوناتي، أليكسيس ماك أليستر، وكودي جاكبو من تراجع واضح في الأداء.
خلال الموسم الماضي كانت تشكيلة ليفربول شبه ثابتة، أما الآن فالأوراق مبعثرة. مركز الظهير الأيمن ما زال لغزاً بعد رحيل ترينت ألكسندر-أرنولد، فيما لا يزال ميلوس كيركيز قيد التطوير في الجهة اليسرى.
أما أندي روبرتسون، فبعد دخوله بديلاً أمام تشيلسي، تسبب في هدف الفوز ثم غادر الملعب مصاباً إثر تدخل قوي في الدقائق الأخيرة.
وزادت معاناة سلوت حين اضطر لإنهاء المباراة بلاعبَين من الوسط في قلب الدفاع، إذ لعب دومينيك سوبوسلاي كظهير أيمن ورايان جرافنبيرخ كقلب دفاع إلى جانب فيرجيل فان دايك، بينما ظل جو جوميز على مقاعد البدلاء للمباراة الرابعة على التوالي.
ورغم جرأة المدرب في إشراك فلوريان فيرتز بدلاً من كونور برادلي، ثم استبدال كوناتي المصاب بكورتيس جونز، فإن استبعاده لفيدريكو كييزا، أحد القلائل الذين يمتلكون الثقة الهجومية، أثار كثيراً من التساؤلات.
في الخط الأمامي، ترك رحيل لويس دياز إلى بايرن ميونخ مقابل 65.5 مليون جنيه إسترليني فراغاً كبيراً، ورغم أن الصفقة بدت منطقية بسبب الخلاف حول تجديد العقد، فإن الفريق فقد جزءاً كبيراً من حيويته الهجومية.
جاكبو لم ينجح في تعويضه، والتناوب بين هوجو إيكيتيكي وألكسندر إيزاك خلق حالة من عدم الاستقرار، فيما أكدت رأسية إيزاك الضائعة أمام تشيلسي أنه لا يزال بعيداً عن استعادة حسه التهديفي بعد صيف مضطرب.



